الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

جامعة الملك عبدالعزيز: “وادي جدة” تدرس10 مشروعات تقنية وصناعية لتحويل الأفكار إلى منتجات بالأسواق


سعيد العدواني - جدة
بدأت شركة وادي جدة التابعة لجامعة الملك عبدالعزيز في دراسة 10 مشروعات تقنية جديدة مع شركات أجنبية ومحلية بهدف الدخول معها كشركاء. وأوكلت الشركة إعداد الهيكل التنظيمي الإداري لإحدى المؤسسات المتخصصة لتصنيف الوظائف وتنظيمها وفقا لسلم وظيفي سيتم إقراره عبر مجلس الإدارة. وكشف وكيل الجامعة للإبداع والاعمال المعرفي الدكتور احمد بن حامد نقادي في حوار مع “المدينة” عن تكوين لجنة لاستقبال الدراسات والمقترحات وبحث جدواها، مشيرًا إلى بدء استقطاب الأبحاث التطبيقية التي يمكن تحويلها الى مشروعات ومنتجات تخدم الجامعة والمجتمع.
وقال: طلبنا من الكليات تزويدنا بالأبحاث التطبيقية المميزة التي يمكن أن تساهم في خدمة المجتمع وبدأنا في مخاطبة الجهات المعنية لتسويق تلك الأبحاث عالميا. ولفت د. نقادي إلى استلام السجل التجاري الخاص بشركة وادي جدة المملوكة بنسبة 100% لجامعة الملك عبدالعزيز، متوقعًا أن تطرح للاكتتاب العام مستقبلًا. وأضاف أن نظام الشركة مكنها من الحصول على مساحات وأراضٍ من املاك الجامعة الأم بمساحة 500 الف م2 لاستثمارها بموقع واحد أو مواقع متفرقة. وإلى نص الحوار.
* ما أبرز مهام وكالة الجامعة للإبداع المعرفي التي تم استحداثها مؤخرًا؟
** وكالة الجامعة للإبداع المعرفي عمرها لا يتعدى أربع سنوات، أنشئت تمشيًا مع توجه خادم الحرمين للاهتمام بالاقتصاد المعرفي ونقل التقنية وفتح مجال الإبداع للمبدعين والموهوبين من أبناء الوطن، ومن اسمها يتضح أنها ذات شقين؛ الأول: هو الأعمال وبالتالي أوكل لها كل ما يخص الجامعة من استثمارات وعلاقات بالمجتمع، وخاصة مجتمع الأعمال، والجانب الآخر: رؤية الجامعة التي انتهت من خطتها الاستراتيجية الأولى ومن أهدافها فتح مجالات التعاون مع المجتمع.
وبفضل الله سبحانه وتعالى صدر الأمر السامي الكريم بإنشاء شركة وادي جدة برأسمال قدره 100 مليون ريال على أنها قد تطرح للاكتتاب العام بعد سنوات، ومن أهدافها نقل وتوطين المعرفة بشكل عام. وتتعامل الشركة داخليًا وخارجيًا بمنظور القطاع الخاص.. ورئيس مجلس الإدارة هو مدير الجامعة حسب النظام وأعضاؤه من الجامعة وكيل الجامعة للشؤون التعليمية ووكيل الجامعة للأعمال والاقتصاد المعرفي والرئيس التنفيذي لمنظومة الأعمال والمعرفة. ومن رجال الأعمال الشيخ صالح كامل والشيخ عبدالله بقشان والدكتور عبدالرؤوف مناع الرئيس التنفيذي لشركة صافولا وهذه الأسماء تعكس قوة الشركة من خلال مجلس إدارتها المميز. وهى تعمل الآن على دراسة كل مجالات الاستثمار الداخلية والخارجية ووضع سياسة واضحة للاستثمار. والشركة تملك مواقع في رابغ والموقع الرئيسي للجامعة بالايجار.
* كم يبلغ عدد المواقع؟
** النظام نص على أن تمنح الجامعة للشركة أكثر من 500 ألف متر مربع سواء في موقع واحد أو موزعة حسب ما يتم الاتفاق عليه بين الشركة والجامعة. وللشركة الحق في استثمار هذه المواقع بالطريقة التي تراها مناسبة حسب موافقة مجلس الادارة، وللشركة جمعية عمومية، ولكن سيقوم بدور الجمعية العمومية مجلس الجامعة خلال السنوات الخمس القادمة. وبعدها يمكن للشركة أن تنتخب أعضاء مجلس إدارتها وقد يكون الاعضاء من داخل الجامعة أو خارجها.
* يلاحظ أنكم خلطتم في الشركة بين القطاعين العام والخاص، كيف تم ذلك؟
** ليس هناك خلط، الشركة مملوكة بالكامل لجامعة الملك عبدالعزيز والنظام نص على أن يكون مدير الجامعة هو رئيس مجلس إدارة الشركة في الفترة التأسيسية. بالإضافة إلى ثلاثة أشخاص معه. وعملنا على المزج بين القطاع الخاص وبين المفاهيم الجامعية. وليس هناك أي تداخل بين الأنظمة والشركة تتبع نظام العمل والشركات الخاصة المساهمة. وسيعمل الموظفون في الشركة وفق نظام العمل والعمال.
* ماذا عن الهيكل الإداري في الشركة كيف سيتم تصنيفه وتوضيحه؟
** أعطي هذا الأمر لمجلس استشاري والتوصيف الوظيفي موجود وسيقوم مجلس الإدارة باعتماده. وخلال الاسابيع المقبلة سينعقد مجلس الإدارة في جلسته الثانية لاعتماد الهيكلة.
* هل يمكن أن تستقطب الشركة الموهوبين ومن لهم براءات اختراع؟
** نعم. للشركة أن تستقطب من تشاء من المبدعين والموهوبين سواء من داخلها أو خارجها ولن نقيم شراكات مع شركات مغمورة.
* المؤسسات الخاصة والشركات تحصل على تراخيص إنشائها محددة العمل بينما انتم في شركة وادي جدة لم تحددوا نشاطًا بعينه بل فتح لكم المجال بالكامل هل سيساهم هذا في تنوع أنشطتكم الصناعية مثلا؟
** نعم. نشاطنا منوع. يمكن أن ندخل في الاقتصاد المعرفي من خلال تقنية المعلومات ومن بعض المجالات: الاستثمار في نقل التقنية وتوطينها وتأسيس الحاضنات التقنية والاستثمار في الأنشطة الاقتصادية المساندة للاقتصاديات المعرفية. وفي نفس الوكالة هناك مركز أنشئ لرعاية العباقرة والمبدعين. من أهداف الشركة استقطاب براءات الاختراع وتحويل المنتج أو الفكرة إلى براءة اختراع وبالتالي تسجيلها رسميًا وتحويلها إلى منتج تجاري. ما يحدث حاليًا في براءات الاختراع أن الأستاذ يتوصل في بحثه لبراءة اختراع وتقوم الجامعة بتسجيل براءة الاختراع في الجهات المعنية خارج المملكة. هذه هي حدود ما تقوم به الجامعة. ومع وجود شركة وادي جدة سوف نبني هذه البراءات ونقوم بتحويلها إلى منتجات تجارية.
* هل يمكننا التنبؤ بحالة الأبحاث العلمية التي سبق أن نفذها أساتذة وخبراء في الجامعة وستظهر للنور؟
** تم تكوين لجنة وطلبنا تزويدنا بالأبحاث التطبيقية المميزة ومخاطبة الجهات المعنية. على سبيل المثال إذا كان البحث هندسيًا ستتم مخاطبة الجهات المعنية التي يخدمها البحث. والأفكار التقليدية التي تعتمد على مشروعات تقليدية تكتفي بوضع رأس المال في مشروعات مكررة لن تكون موضع اهتمامنا ما لم يكن لها أساس علمي ومعرفي.
* ما تطلعات الشركة في المرحلة الراهنة؟
** الجامعة تملك الشركة الآن بنسبة 100% ولكن هذا الأمر سيتغير مستقبلًا. فالمساهمون يريدون عوائد مادية لرؤوس أموالهم بطبيعة الحال. لكن سيظل هدفنا الأول والأساسي خدمة العملية التعليمية ودعم اقتصاد المعرفة وتطوير الشباب. ونحن لدينا ما لا يقل عن عشرة مشروعات مع شركات أجنبية ومحلية وسيتم قريبًا توقيع الشراكات.
* متى يمكن أن نرى منتجًا في السوق يحمل اسم شركة وادي جدة؟
** قريبًا لأننا جادون ولكن الموضوع يحتاج إلى وقت. ومادامت البداية صحيحة وعلى أسس متينة وقوية فإن المنتج سيكون كذلك. وشركة وادي جدة تمتاز عن بقية الشركات بوجودها في جامعة الملك عبدالعزيز وذلك يوفر عليها مشكلة البنية التحتية. ونحن لدينا أكثر من (50) أستاذًا في الجامعة يعملون كمستشارين في القطاع الخاص ويمكنهم أن يفيدوا وادي جدة في جوانب كثيرة.
* ألا تخشون من مواجهة بعض الدعاوى التي قد ترفع عليكم بخصوص براءات الاختراع؟
** الشركة ستعمل بمنتهى المهنية من خلال مركز تطوير الأعمال الذى يهدف إلى دراسة كل الأفكار والمشروعات التي ترد إلى الشركة.
* ماذا عن أستاذ الجامعة الذي ينجح في الحصول على براءة اختراع وكيف ستتعاملون معه؟
** إذا أتى أستاذ جامعي وحقق براءة اختراع ويرغب في التعامل مع شركة وادي جدة أمامه خيار إما أن نتعامل معه كمستثمر خارجي أو كشريك. ويمكن أن تنشأ شركة ثلاثية بينه كصاحب الفكرة ورجال الأعمال ووادي جدة أو شراكة ثنائية بينه وبين وادي جدة. ولدينا بالفعل عدة مشروعات من أعضاء هيئة التدريس.
* ألا يمكن أن يؤدي انشغال أعضاء هيئة التدريس بأمور الشركة إلى صرفهم عن العملية التعليمية؟
** أتمنى أن يدخل كل أعضاء هيئة التدريس في هذا الأمر لأن ذلك يفيدهم من خلال انشغالهم بالبحث العلمي. فإذا لم يهتم الأستاذ بالبحث العلمي فسوف يتحول إلى عنصر غير منتج. وفي استراتيجيتنا أن نجعل جامعة الملك عبدالعزيز جامعة بحثية. ومدير الجامعة وفر حوافز كبيرة للبحث العلمي الذي ينشر في مجلات عالمية.
* كم يبلغ عدد الكراسي العلمية لديكم بالجامعة وكم قيمتها تقريبا؟
** لدينا 22 كرسيًا بمبالغ تتجاوز 300 مليون. والكراسي العلمية يتبناها رجال الأعمال، ولدينا سبعة مراكز تميز، بعضها ينال دعمًا من الوزارة وبعضها يجد دعمًا من القطاع الخاص.
* اختيرت جامعة الملك عبدالعزيز للإشراف على مركز علمي في إحدى الجامعات بإسبانيا. كيف يسير العمل هناك وكيف تم اختيار الجامعة لهذا العمل؟
** وقعنا مذكرة تفاهم مع جامعة في إسبانيا لنساعدهم في إنشاء مركز لدراسة الاقتصاد والتمويل الإسلامي. وقد أنشئ المركز في مدريد ويشرف عليه مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي لمدة خمس سنوات مضى منها عامان. وهذا العمل يؤكد توجه خادم الحرمين لفتح الحوار بين الحضارات وأتباع الأديان. فعندما ذهبنا إلى مدريد رأينا ثقة الإسبان في الاقتصاد الإسلامي لا سيما بعد الأزمة العالمية، وقد عقد مؤتمر برعاية سمو الأمير سعود بن نايف سفير المملكة بمدريد لنشر مبادئ وأفكار الاقتصاد والتمويل الإسلامي. كما تلقينا مخاطبات من جامعة لكسمبورج للتعامل معها في هذا المجال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق